بامرحول Admin
عدد المساهمات : 128 نقاط : 5498 تاريخ التسجيل : 16/10/2010 الموقع : لهية-شبوة
| موضوع: القلب-مع الدكتور عباس العبودي الأحد يناير 02, 2011 3:23 am | |
|
القلب حرم الله السلام عليكم ورحمة الله وبركاته[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] القلب:ذلك الاسم الكبير في اثره والصغير في حجمه وهو من أكثر الأمور المخلوقة الملفتة للنظر فتبارك الله أحسن الخالقين.تطلق كلمة القلب على الجسم الصنوبري العظلي الذي يضخ الدم الى الجسم لتستمر الحياة المادية ،وتطلق على القلب الحسي باللطيفة الربانية التي تمثل حقيقية الانسان وهو المخاطب والمعاتب والمعاقب والمطالب..وقد تحيرت عقول أكثر الخلق في ادراك وجه علاقته مع القلب الجسماني وقد روي عن رسول الله(ص)( الا وان في الجسد لمضغة اذا صلحت صلح الجسد كله واذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب) ,وروي عنه (ص) (القلوب أربعه: قلب أجرد فيه مثل السراج يزهر, وقلب أغلف مربوط على غلافه , وقلب منكوس, وقلب مصفح, فأما القلب الأجرد فقلب المؤمن فسراجه فيه نوره, واما القلب الاغلف فقلب الكافر, واما القلب المنكوس فقلب المنافق الخالص عرف ثم أنكر, واما القلب المصفح فقلب فيه ايمان ونفاق, ومثل الايمان فيه كمثل البقلة يمدها الماء الطيب, ومثل النفاق كمثل القرحة يمدها القيح والدم فاي المدّتين غلبت على الاخرى غلبت عليه) (ألقلب حرم الله )،أراد المعصوم أن يذكرنا أن هذا القلب حينما يكون مملؤء بالايمان الواعي وحب الله وطاعته سيكون الانسان مشرقا في عطائة يحمل كل معاني الخير ويسلك به كالسراج في الطريق المظلم من خلال وعي الايمان .فالايمان على ثلاث :ايمان عقلي علمي مجرد مستوحى من المصادروالكتب ،وايمان عبادي تقليدي ظاهري متوارث اونتاج التاثير الاجتماعي العام ،وإيمان معنوي نفسي يتفاعل فيه العقل والقلب فيحوله الى منهاج عمل في الحياة من خلال عشق المعبود وعشق العبادة فيكون اثرهما مشرق على السلوك والاخلاق والمعاملة في كل جوانب الحياة .الايمان المعنوي يمثل الحصن الواقي للايمان الاول والثاني .فالايمان الاول المستند على ادلة علمية لايمكنه ان يحصن الانسان من الانحراف لان الانحراف الذي يصيب الانسان مصدرها النفس وليس العقل.،والايمان التقليدي الذي باعثه تقليد الآباء والمحيط الاجتماعي قد ينهار عندما يتعرض الانسان الى هزة ايمانية او انتقال من محيطه الايماني الى محيط آخر فيتنازل عن ايكانه بسرعة وقد يكون معاديا للايمان والمؤمنين . أما الايمان الواعي الذي يمثل البعد المعنوي والنفسي من تفاعل العقل والقلب يكون الانسان فيه قويا حصينا في مواجهة الغواية والانحراف الشيطاني ((المؤمن كالجبل الراسخ لاتحركه العواصف)،وهذه الصلابة التي يحملها الانسان المؤمن الرسالي في مواجهة الانحرافات الكبرى هي ثمرة التفاعل بين القلب والعقل فيكون القلب واعيا مملؤء بحب الله نقيا طاهرا تتمثل فيه كل معاني العشق للمعبود المطلق وتكون فيه العبادة ممارسة واعية ومحطة روحانية تتحول الى منهاج عمل في الحياة . ومن خلال هذا العشق المطلق للمعبود سبحانه تتفرع عناوين كثيرة للحب مرتبطة بحب الله تعالى كحب الوالدين وحب الزوجة وحب الأهل وحب الأوطان وغيرها .فحب الله عز وجل هو الاساس ومصدره القلب ،وقد ذكر القرآن انواع كثيرة من القلوب من خلالها تحدد شخصية الانسان ودرجة ايمانه وآثاره على النفس والاسرة والمجتمع باتجاهها السلبي او الايجابي:[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب السليم: وهو القلب الخالص من الشِّرك، البريء من المعاصي والغِلّ والغشّ مخلص لله وخالٍ من الانحرافات وصاحبه يلقى ربه ولا احد فيه سواه. القلب الذي خلصت عبوديته لله - تبارك وتعالى - إرادة, ومحبة, وتوكلاً, وإنابة, وإخباتاً, وخشية, ورجاء, وخلص عمله لله تبارك وتعالى(إِلَّا مَنْ أَتَى اللَّهَ بِقَلْبٍ سَلِيم)[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب المنيب :وهو دائم الرجوع والتوبة إلى الله مقبل على طاعته . (مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ )[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب المخبت :هو القلب الخاشع الخاضع المطمئن الساكن ،فالإخبات حالة شعورية يحسها العبد فيما بينه وبين الله في حالة الخشوع والتواضع والتسليم والشعور بالراحة في جنب الله والسكون النفسي في رحابه ولهذا ينفر القلب المخبت من كل ما يخالف أمر الله أو يتجرأ على كلامه أو يتطاول على سنة رسوله ( فتُخْبِتَ لَهُ قُلُوبُهُمْ ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب الوجل ان صلاح العلم والعمل مرهوناً بسلامة القلب وخلوه من العوائق والموانع التي تحول بينه وبين إدراك الحق وقبوله والإنقياد إليه وإيثاره . كان الإنسان السوي مطالباً بأن يتفقد قلبه كل حين حتى يحقق له أسباب الحياة والسلامة والصحة ، وذلك ما يجعل المؤمن في حالة يقظة وترقب :وهو الذي يخاف الله عز وجل ألا يقبل منه العمل ، وألا ينجى من عذاب ربه . (وَالَّذِينَ يُؤْتُونَ مَا آتَوا وَّقُلُوبُهُمْ وَجِلَةٌ أَنَّهُمْ إِلَى رَبِّهِمْ رَاجِعُونَ )[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] القلب التقي :وهو الذي يعظّم شعائر الله. (ذَلِكَ وَمَن يُعَظِّمْ شَعَائِرَ اللَّهِ فَإِنَّهَا مِن تَقْوَى الْقُلُوبِ ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب المهدي :الراضي بقضاء الله والتسليم بأمره ( وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ يَهْدِ قَلْبَهُ )[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط] القلب المطمئن :يسكن بتوحيد الله وذكره (وتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُم بِذِكْرِ اللّه )[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب الحي :قَلْب يَعْقِل مَا قَدْ سَمِعَ مِنْ الْأَحَادِيث الَّتِي ضَرَبَ اللَّه بِهَا مَنْ عَصَاهُ مِنْ الْأُمَم .( إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب المريض :وهو الذي أصابه مرض مثل الشك أو النفاق وفيه فجور ومرض في الشهوة الحرام (فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب الأعمى :وهو الذي لا يبصر ولايدرك الحق والإعتبار (وَلَكِن تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب اللاهى:غافل عن القرآن الكريم، مشغول بأباطيل الدنيا وشهواتها،لا يعقل ما فيه (لاهِيَةً قُلُوبُهُمْ)[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب الآثم :وهو الذي يكتم شهادة الحق .(وَلاَ تَكْتُمُواْ الشَّهَادَةَ وَمَن يَكْتُمْهَا فَإِنَّهُ آثِمٌ قَلْبُهُ )[وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]القلب المتكبر :مستكبر عن توحيد الله وطاعته،جبار بكثرة ظلمه وعدوانه.( قلْبِ مُتَكَبِّرٍ جَبَّارٍ) [وحدهم المشرفون لديهم صلاحيات معاينة هذا الرابط]إن عالم القلب عالم واسع, ومرضه وصحته قضيتان دقيقتان يتوقف عليهما فساد دنيا الانسان واخرته او صلاحهما. فالقلب اذا كان مريضا رافق ذلك في الدنيا مواقف متناقضة خاطئه يبقى الانسان معها في قلق وحيره، وكان عاقبة امره الى بوار وخسار . إن إصلاح القلب يحتاج الى علم وعمل وصحبه.العلم: ليعلم الانسان ماهية الصحة من المرض,والعمل:لانهاء المرض وطرده , والصحبة: لاستمرار الهمة في السير والمذاكرة في شأنه حتى لا يتصور متصور ان ما دون الصحه صحه. لذا كان التركيز على إعتبار ان القلب هو حرم الله. فحياة القلب بذكر الحي الذي لايموت والعيش الهني إنما هو في الحياة مع الله ، ومن كان كذلك دله قلبه عن الدنيا وأنصرف كلية إلى الآخرة من خلال عمل الدنيا، بل وعن كل شئ سوى الله تعالى ، فهذه هى حال قلوب المنيبين إلى الله . اللهم أجعل قلبي بحبك متيما محبتي ودعائيالدكتور عباس العبودي | |
|